Skip to main content

الشرق الأوسط وشمال أفريقيا - مركزًا جديدًا محتملًا للصلب الأخضر والمواد الخام الحديدية

December 15, 2022
Soroush Basirat

سروش بصيرت، محلل تمويل الطاقة في معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي (IEEFA)
 

خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 27)، وقعت الدولة المضيفة مصر على ثماني اتفاقيات خاصة بتطوير الهيدروجين الأخضر، من أهمها الاتفاقية التي تم توقيعها مع شركة Fortescue Future Industries لبناء 7.6 جيجاوات من الطاقة المتجددة القادرة على إنتاج 330 كيلوطن من الهيدروجين الأخضر سنويا.

الهيدروجين الأخضر هو فقط من أحد المواد المطلوبة للتوجه نحو الصلب الأخضر، بحيث تشمل المواد الأخرى المواد منخفضة الانبعاثات التي تحتوي على الحديد مثل خردة الصلب والحديد الاسفنجي (DRI) والحديد الساخن للبريكيه (HBI) القائم على الهيدروجين الأخضر.

هذه المواد الخام الأساسية والمصادر الوفيرة للطاقة المتجددة غير متوفرة في جميع أنحاء العالم. وقد بدأت بالفعل المنافسة لتأمين المواد الخام لإنتاج الصلب الأخضر.

فعلى سبيل المثال، عدم كفاية امدادات خام الحديد، تعد من التأثيرات المعاكسة المحتملة لصناع الصلب الذين يتطلعون إلى إزالة الكربون من عملياتهم وتحويل التقنيات من الأفران العالية التي تستهلك الفحم إلى عمليات تستخدم الحديد الاسفنجي القائم على الهيدروجين الأخضر.   

في الآونة الأخيرة، أعلن عدد من كبار مصنعي الصلب ومنتجي خام الحديد في العالم عن مشاريع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تركز على إنتاج خام الحديد عالي الجودة وحبيبات خام الحديد من صنف DR والحديد الإسفنجي منخفض الكربون والهيدروجين الأخضر.

في شهر تشرين ثاني 2022، أعلنت شركة حديد الإمارات أركان، وهي من أكبر الشركات المنتجة للحديد ومواد البناء في دولة الإمارات العربية المتحدة، أنها تعمل على إنتاج الحديد الإسفنجي في أبو ظبي بالتعاون مع شركتين يابانيتين – شركة ITOCHU، كمورد لخام الحديد عالي الجودة وشركة JFE Steel، أحد المستخدمين النهائيين للحديد الاسفنجي.

المعهد الياباني للطاقة المتجددة يعتبر أن استيراد الحديد الاسفنجي إلى اليابان، مثل الحديد الساخن للبريكيه الذي يعتمد على الهيدروجين الأخضر، هو أحد الركائز الرئيسية الثلاث في اليابان لصناعة الصلب الخالي من الكربون.

من المتوقع أن يبدأ مشروع الإمارات العربية المتحدة، والذي يمر حاليا في مرحلة دراسة الجدوى، في النصف الثاني من عام 2025 لتوريد المواد الخام الحديدية لمنتجي الصلب في آسيا.

في البداية، ستكون التكنولوجيا المستخدمة في المشروع عبارة عن تخفيض مباشر يعتمد على الغاز مع خيار استخدام الهيدروجين الأخضر في المستقبل لتقليل البصمة الكربونية للمشروع. تركز الدراسات على إنشاء مركز للمواد الخام الفولاذية في أبو ظبي لتلبية الطلب المتزايد على الصلب الخالي من الوقود الأحفوري.

خلال العام، تم الإعلان عن المزيد من التوسعات في توريد خام الحديد المناسب لصناعة الحديد الإسفنجي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

في شهر تشرين الثاني 2022، وقعت شركة التعدين البرازيلية Vale، ثالث أكبر شركة تعدين لخام الحديد وأكبر منتج لحبيبات خام الحديد في العالم، مذكرة تفاهم مع المركز الوطني للتنمية الصناعية في المملكة العربية السعودية لإنشاء مصنع لتكوير خام الحديد في مدينة رأس الخير الصناعية. ستبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية للمصنع 4 ملايين طن ونفقات رأسمالية بمبلغ 1.1 مليار دولار أمريكي، كما سيكون ذلك ثاني استثمار لشركة Vale في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعد أن استهلت مصانع التكوير عملها في عُمان في عام 2011.

عبرت شركة Vale في إعلان آخر صدر في شهر تشرين الثاني، عن عزمها في إنشاء مراكز ضخمة للبريكيه الخضراء في الشرق الأوسط، وعن توفير مكورات خام الحديد لثلاثة محطات تركيز في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان. سيتم تجميع المكورات في بريكيه خضراء ملائمة لاستخدامها في أفران الحديد الاسفنجي.

كما صرحت Vale "أنه من المتوقع أن يؤدي إنتاج البريكيه الخضراء إلى تغذية الحديد الساخن للبريكيه ومنتجات الصلب الأخرى التي سيتم إنتاجها في المراكز الضخمة، ولا تتوقع تصدير بريكيه خضراء إلى الأسواق الأخرى."

في شمال إفريقيا، وقعت شركة ArcelorMittal مذكرة تفاهم في شهر أيار 2022 مع الشركة الوطنية للصناعة والتعدين، ثاني أكبر مناجم خام للحديد في إفريقيا، لتقييم إمكانية تطوير مصنع لتكوير الحديد والحديد الاسفنجي في موريتانيا. سيستفيد المشروع من إمكانات الدولة للطاقة المتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر.

خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28)، وقعت شركة الطاقة العملاقة BP مذكرة تفاهم مع موريتانيا لتقييم إمكانات إنتاج الهيدروجين الأخضر في ذلك البلد.

تسارعت وتيرة الإعلان عن مشاريع الهيدروجين الجديدة خلال عام 2022. وقد شهدت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا أكثر من 70 مليار دولار من مشاريع الهيدروجين المعلنة منذ منتصف عام 2020، وكل من مصر والإمارات والسعودية في طليعة اقتصاد الهيدروجين الأخضر المتنامي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

تؤكد هذه التصريحات والاستثمارات التي أعلنت عنها الجهات العالمية الرئيسية العاملة في مجال الصلب وخام الحديد والطاقة، عن قدرة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على لعب دور رئيسي في المرحلة الانتقالية وأن تصبح منتج ومصدر للمواد الخام الحديدية الخضراء (الحديد الاسفنجي والحديد الساخن للبريكيه القائم على الهيدروجين الأخضر) والهيدروجين الأخضر.

تتمتع منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمزايا كبيرة مقارنة بمناطق أخرى من العالم عندما يتعلق الأمر بإزالة الكربون من الصلب. ولديها بالفعل المكونات الرئيسية لإنتاج الصلب الأخضر - إمداد واسع لخام الحديد من الدرجة DR، أسطول من محطات تشغيل الحديد الاسفنجي التي يمكن تحويلها لتستخدم الهيدروجين الأخضر، مصادر الطاقة المتجددة الرخيصة من خلال موارد الإشعاع الشمسي الممتازة التي يمكن تسخيرها لإنتاج الهيدروجين الأخضر، ومساحة وأراضي كافية لتخصيص مثل هذه المشاريع الخضراء الضخمة. كما أن المنطقة تتحلى بموقع جغرافي متميز لتصدير المواد الخام والمنتجات النهائية.

ومع ذلك، معظم مشاريع الهيدروجين الأخضر الحالية التي تم الإعلان عنها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تستهدف أسواق التصدير. وبدلاً من تصدير كل كميات الهيدروجين الأخضر، يمكن الاحتفاظ بجزء منها لإنتاج الحديد الاسفنجي الأخضر والصلب على المستوى المحلي ومن ثم تصديرها كحديد ساخن للبريكيه لتلبية الطلب المحلي على الصلب.

بعد مصر، سيتم عقد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) في الإمارات العربية المتحدة، وهي دولة أخرى قائمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. بينما تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة للمؤتمر القادم، سيزداد الحماس لتحول الطاقة والفرص التي سيوفرها خلال الاثني عشر شهرًا القادمة.

في شهر كانون الأول، أعلنت مجموعة جندال شديد للحديد والصلب أنها ستستثمر أكثر من 3 مليارات دولار أمريكي في الصلب الأخضر في عُمان بحلول عام 2026. وتدير الشركة مصنعًا لصناعة الصلب بطاقة 2.4 مليون طن سنويًا باستخدام تقنية الحديد الاسفنجي القائم على الغاز وتهدف إلى بناء مصنع جديد قادر على استخدام الهيدروجين الأخضر بطاقة سنوية تبلغ 5 ملايين طن لصنع الصلب الأخضر.

سيستهلك المصنعون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ما يصل إلى 40٪ من الإنتاج، وسيتم تصدير الباقي لتلبية الطلب على الصلب الأخضر في جميع أنحاء العالم، مع التركيز على منتجات السيارات الخاصة للمنتجين في أوروبا واليابان.

باستخدام بعض الهيدروجين الأخضر من المشاريع الجديدة المقترحة محليًا لصناعة الصلب منخفض الكربون من أجل تصدير الصلب الأخضر أو الحديد الساخن للبريكيه أو لتلبية الطلب المحلي على الصلب، يمكن لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن تتبع تقدم الصلب الأخضر الذي تم إحرازه في أوروبا في عام 2022 وأن تصبح المركز الرئيسي لتطوير الصلب الأخضر.

Soroush Basirat

Soroush Basirat is an Energy Finance Analyst with IEEFA Australia, examining the global steel sector with particular focus on green technology transition and the opportunities and barriers for different nations and companies.

Go to Profile

Join our newsletter

Keep up to date with all the latest from IEEFA